A V E R R O E S
السياسات العامة

تدعيم المشاركة المواطنية في تونس سبيل لتثبيت الديمقراطية الناشئة

أيمن اليزيدي - تونس - 12/24/2021 11:32

تعتبر المشاركة المواطنية في الشأن العام، أرقى درجات التنظيم وتطبيقا جليا لمبدأ المواطنة، إذ لا يمكن الحديث عن ديمقراطية دون ملاحظة انخراط الجماهير في الشأن العام، وفي هذا الإطار، فإنّ الترويج للثقافة الديموقراطية هام للغاية، وبجب أن يكون مرتكزا على كون الديمقراطية تجعل من دور المواطن فاعلا ومؤثرا في صياغة السياسات العامة والقوانين وسبيلا حقيقيا لمنع عودة الديكتاتورية. ما يلزم، ليس فقط تلقين الناس تعريفاً مختصراً للديموقراطية، بل تعريفهم بمقوماتها الضرورية التي لا يمكن إطلاقاً الاستغناء عنها في عملية بناء الديموقراطية.

• عرفت تونس حراكا ثوريا انطلقت شرارته في أحداث الحوض المنجمي 2008 وتبلورت بشكل واضح في ديسمبر 2010، وقد كان الشباب عماد كل التحركات الاحتجاجية حتى سقوط النظام، وظلّ يتابع التغييرات السياسية اللاحقة، وقاد تحركات احتجاجية عديدة من تحركات القصبة 1-2-3، حتى احتجاجات جانفي/يناير 2021 المنقضية. ساهم الشباب أيضا في القيام بمبادرات تهدف إلى تحقيق المنفعة محليا ووطنيا. 

• تميزت فترة ما بعد سقوط نظام بن علي أيضا بطفرة حزبية، إذ وصل عدد الأحزاب اليوم إلى نحو 220حزبًا، مقابل 23.855 جمعية مدرجة بالسجل الوطني للجمعيات سنة 2021. كما بلغ عدد المسجلين إراديًا في سجل الناخبين سنة 2014 نحو 5 ملايين و236 ألفًا و240 مواطنًا، وهو ما يمثل تقريبًا 70% من الجسم الانتخابي. أما بالنسبة لمواصفات هؤلاء المسجلين فتبدو متنوعة، إذ نلاحظ ارتفاع نسبة الفئة العمرية بين 18 و40 سنة التي بلغت نحو 63% من مجموع المسجلين، في حين بلغت نسبة النساء المسجلات 50.5%. وهو مؤشر يعكس رغبة مجتمعية في التنظم والمشاركة في الحياة العامة. وفي استبيان قامت به شبكة مراقبون حول "مشاركة فئتي الشباب والنساء في الحياة العامة" توصلوا لمزاج عام غير راض عن الشأن العام، حيث قدَر الرضا عن الوضعي الاقتصادي بــ (71 % من الشباب و61 % من النساء كان تقييمهم سيء وسيّء جدا) والوضع السياسي بــ (71.9 % من الشباب و69.7 % من النساء عبروا عن عدم رضاءهم الكامل).



تنزيل المستند