إسلام حسين مياز - مصر - 04/05/2022 10:01

أتاحت التقنيات الرقمية إمكانية التفاعل بين المواطنين فى مختلف أنحاء الدولة عبر فضاء الكترونى ليس له حدود للتعبير أو لحرية التعبير على السواء، فيمكن للمواطنين المشاركة وإبداء الأراء والتعليقات بكامل حريتهم دون قيود أو اشتراطات مسبقة، وعلى الرغم من اتساع هذه المساحة الالكترونية لاستيعاب كافة المواطنين وكافة الآراء ومختلف التوجهات والسياسات إلا أن هناك عدد من التحديات التى ينبغى أخذها فى الاعتبار وإعطائها قدراً من الاهتمام لمعالجتها وإيجاد حلول واقعية لها بما يجعل تلك العقبات غير معطلة لمسيرة التقدم التكنولوجى وتسهيل استخدام المواطنين للتكنولوجيا. 

ويظل التساؤل الذى يجدر الإجابة عليه، وهو هل يمكننا الوصول إلى بديل نموذجى للديمقراطية التقليدية؟ وهل يمكننا الاعتماد على الديمقراطية التشاركية القائمة على استخدام التقنيات الرقمية كبديل مناسب؟، مع الاخذ فى الاعتبار حجم المكاسب المتمثلة فى زيادة المشاركة الحقيقية للمواطنين فى الحياة العامة، وأيضاً حجم التهديدات والعقبات التى تواجهها التكنولوجيا كأداة لتعزيز الديمقراطية.

سوف نحاول من خلال هذه الورقة مناقشة وبحث مدى إسهام التقنيات الرقمية فى دعم وتعزيز الديمقراطية التشاركية، وذلك من خلال الآليات والأدوات الجديدة التى انتجتها الثورة التكنولوجية والتقدم التقنى، وذلك مما أحدث تحولاً واضحاً فى أشكال وطريقة وحجم المشاركة عن بعد للمواطنين وتفاعلهم فيما يخص الحياة العامة ككل والشأن السياسى بشكل خاص، وبالأخص فى عمليات رسم وصناعة السياسات العامة والتأثير فى القرارات والسياسات الحكومية المتبعة والمنفذة فعلياً.